هذه حقوقك فاعرفيها
**************
1 - المهر: هو عطية فرضها الله لك ليست مقابل شيء يجب عليك بذله إلا الوفاء
بحقوق الزوجية، قال تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً
}[النساء:4] فلا حق للزوج أن يجبرك أن تتجهزي له بشيء من الصداق إلا أن
تطيبي أنت له نفسا بشيء من ذلك.كما أن الشريعة حرمت على أي إنسان أن يتصرف
في مهرك بغير إذنك الكامل ورضاك الحقيقي قال تعالى:{ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ
عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً} أي من غير إكراه ولا إلجاء بسبب سوء العشرة
ولا إخجال { فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً}.
2 - النفقة: وقد دل على وجوب هذه النفقة: قوله تبارك وتعالى:{الرِّجَالُ
قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى
بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ }[النساء:الآية 34] و تشمل
الطعام، والشراب، والملبس، والمسكن بالمعروف. وهي واجبة علي الزوج وإن كانت
الزوجة موسِرة. وينبغي أن يطعمها وأولادها حلالاً لا إثم فيه. ولكن على
الزوجة ألا تحمّله ما لا يطيق من النفقات.
3 - من حقك على زوجك أن يغار عليك ويصونك من كل ما يلمّ بك من أذى في نظرة أو كلمة.. فالزوجة أعظم ما يكنزه المرء.
4 - المعاشرة بالمعروف: قال تعالى:{وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ}[النساء: 19] من حسن المعاشرة أن يتصنّع الزوج لزوجته كما
تتصنع له، وأن يطيّب أقواله وألا يكون فظا غليظا وألا يعبّس في وجهها بغير
ذنب. - ومن المعاشرة بالمعروف: القسم بالعدل إن كان للزوج نساء غيرك، لقوله
صلى الله عليه وسلم:من كانت لـه امرأتان يميل لإحداهما عن الأخرى جاء يوم
القيامة يجر أحد شقيه ساقطاً أو مائلاً" [الترمذي ] - ومن المعاشرة
بالمعروف إكرام أهلك بمبادلة الزيارات، ودعوتهم في المناسبات، وبذل الإحسان
لهم... - ومن المعاشرة بالمعروف معالجتك ومداواتك إذا مرضت وأن يباشر
رعايتك بنفسه إذا استطاع وتيسّر له ذلك..
5 - لا يجوز لك أن تطيعي زوجك فيما لا يحل له، بل يجب عليك مخالفته حينئذ،
وذلك مثل أن يطلبك زمان الحيض والنفاس، أو في غير محل الحرث، أو وأنت صائمة
صيام فريضة كرمضان، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا طاعة لبشر
في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف"[ البخاري].
6 – إذا انحرف زوجك عن جادة الحق عليك أن تنصحيه وإن أصرّ فمن واجبك في هذه
الحال مخالفته ، فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تبقى عند كافر.
7 - يحرم عليه كذلك أن يتعمد هجرك، فهو مأمور بأداء حقك بقدر حاجتك وقدرته
ومطالبٌ أن يؤدي إليك حقك ويعفك ويغنيك لقوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا
أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا
كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَة}[النساء: 129]
8 - من حقك على زوجك وقايتك من النار بالتعليم والتأديب: لقوله تعالى:{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ
لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا
يُؤْمَرُونَ}[التحريم:6].قال علي رضي الله عنه"علموا أنفسكم وأهليكم الخير،
وأدبّوهم". قال الألوسي رحمه الله(استُدل بها على أنه يجب على الرجل تعلم
ما يجب من الفرائض، وتعليمه لهؤلاء..) فإن لم يقم زوجك بذلك فعليك أن تخرجي
كي تتعلمي أصول دينك لقوله صلى الله عليه وسلم :"طلب العلم فريضة على كل
مسلم".
9 - لا يجوز لزوجك أن يمنعك من القيام بواجبك الديني كالدعوة إلى الله
ونصرة الدين بحجة أنك امرأة وأن واجبك الأهم هو البيت والأبناء...تذكري
قوله صلى الله عليه وسلم:"النساء شقائق الرجال". لكن عليك أن تراعي التوازن
المطلوب، فلا تهملي بيتك بحجة العمل الإسلامي .
خاتمة:
كانت هذه رؤية عامة حول الزواج في الإسلام، لم نقصد منها بسط الكلام حول
المسائل المثارة من خلال التفريع الفقهي، وإنما كان الهدف إعطاء نظرة أولية
لكل فتاة مقبلة على الزواج لمساعدتها على محو الأمية في هذا الباب
والانطلاق في طريقها نحو حياة زوجية ناجحة. والله من وراء القصد. بارك الله
لكما و بارك عليكما وجمع بينكما في خير.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ولذلك يبدو لنا خطأ تفكير بعض الأخوات المسلمات من قبولهن بأزواج ليسوا
في الحقيقة ملتزمين ومستقيمين على الدين،خوفاً من أن يفوتها قطار الزواج،
أو لرغبتها في التمتع بالدنيا ولو على حساب الدين! [نقترح عليك قراءة قصة
أم سليم الأنصارية] [2] طالعي كتاب "عودة الحجاب" لمحمد بن أحمد بن إسماعيل
المقدم صفحة 582 [3] لا شك أنك تدركين أن العلم هو العلم الشرعي والكوني
معاً، فلا يكن همك" الدبلوم" فقط بل شهادة أن لا إله إلا الله، فرُبَّ
حاملة الدبلوم أعجمية في القرآن والرفع في الجنة بآيات القرآن، لا بدرجات
الشواهد. [4] - واعلمي أن هذا ليس فيه ابتذال لك ولا حطٌّ من شأنك –كما تظن
بعض المتزوجات- بل ذلك من كمال وحُسن تَبَعُّلك لزوجك ومعاشرته بالمعروف
[5] - قالت أسماء : "تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك ولا
شيء غير ناضح وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه، وأستسقي الماء، وأخْرُزُ
غَرْبَهُ[أخيط دلوه]، وأعجن، ولم أكن أحسن أخبزُ، وكان يخبزُ جارات لي من
الأنصار، وكنّ نسوة صدق، وكنتُ أنقل النوى من أرض الزبير.... فتأسَّي ! [6]
- كتمان الأسرار خلق إسلامي هام حظ عليه الشرع الحنيف، فلا تحدثي أحداً
بما يقوم به زوجك من أعمال أو أنشطة داخل البيت أو خارجه، وتجنبي ذكر أسماء
أصدقائه وزواره ...وما إلى ذلك من الأمورالتي قد تضره ولا تجدي شيئاً..
[7] - ينبغي أن يكون السكن لائقاً بك، وعلى زوجك ألا يسكنك بين الفجار أو
الكفار المناجيس ! [8] - كطلب العلم أو الدعوة إلى الله أوعيادة مريض، صلة
رحم...أو قضاء أغراض تخص البيت وكل ذلك بضوابط ..