يَارَب قِبَل مَا أَرّحَل..وَتَنْزَع مِنـ حَشَاي الْرُّوْح
أَبِى تِغَفَر لِي ذُنُوْبِي ; تِجَاوَز عَنـ خطَيَاتِي
وَأَبَى لَامِنـ غَدا جِسْمِي وِسَط ذَاك الْثَّرَى مَطْرُوح!
تُوْنِسـ وِحْدَتِي وَضِيْقي تَيَّسَّر لِي حِسَابَاتِي
✿::][::✿
قَال الْإِمَام أَحْمَد - رَحِمَه الْلَّه - :ـ
إِن أَحْبَبْت أَن يَدُوْم الْلَّه لَك عَلَى مَا تُحِب فَدُم لَه عَلَى مَا يُحِب"
فـــــاز مَن سَبــّــح وَالْنَّاس هَجـــوَع
يـدُفِن الْرَّغَبــــــة بَيْن الْضُّلــــــوَع
وَيَغــشَيِّه سَكــــــوَن وِخَشــــــوَع
ذَاكـــرَا الْلَّه وَالْدَّمـــــع هُمــــــوَع
سَوْف يَغْدُو ذَلِك الْدَّمـــــــع شَمــــوَع
فِي صَدْر كُل مِنَّا هُمُوْم وَلَدَيْنَا حَاجَات نُرِيْد أَن تُقْضَى
وَكَرْب نَرْجُو أَن يُفَرِّج مِن مِنَا لَا تُرِيِّدُالرِّزّق مِن جميع ابوابه ..
وَغَيْرِهَا مِن مُتَطَلَّبَات الْحَيَاة
أَضَاقَت بِك الْأَرْض ذِرَاعا..؟
أَتَقَطَّع قَلْبِك بُكَاء وَنَحِيب..؟
هَل لَدَيْك هُم عَظِيْم أَرَاق ذَالِك الْمُحْيِى فَبَات شَاحِبآ..؟
يَا مَن مَزَّقَهَا الْقَلَق
وَأضْنَاهَا الْهَم
وَعَذْبِهَا الْحُزْن
خَلْوَة بِالْأَسْحــآِر تَنــآديك
بِهاتقشَّع سَحْب الْهُمُوْم،
وَتُزَيِّل غُيُوْم الْغُمُوم،
وَهِي الْبَلْسَم الْشَّافِي و الْدَّوَاء الْكَافِي .
●•●•●•
قَال تَعَالَى ﴿ تَتَجَافَىٰ جُنُوْبُهُم عَن ٱلْمَضَاجِع يَدْعُوَن رَبَّهُم خَوْفا وَطَمَعَا وَمِمَّا رَزَقْنـٰهُم يُنْفِقُوْن﴾
قِيَآم الْلَّيْل بِهَا تَكَفَّر الْسَّيِّئَات مُهِمَّا عَظُمَت..
وَبِهَا تُقْضَى الْحَاجَات مُهِمَّا تَعَثَّرْت.. وَبِهَا يُسْتَجَاب الْدُّعَاء..
وَيَزُوْل الْمَرَض وَالدَّاء.. وَتُرْفَع الْدَّرَجَات فِي دَار الْجَزَاء..
نَافِلَة لَا يُلَازِمُهَا إِلَا الْصَّالِحُوْن، فَهِي دَأْبُهُم وَشِعَارَهُم وَهِي مَلَاذُهُم وَشَغَلَهُم
دَعْوَة تُسْتَجَاب.. وَذَنْب يُغْفَر.. وَمَسْأَلَة تُقْضَى..
وَزِيَادَة فِي الإِيْمَان وَالْتَّلَذُّذ بِالْخُشُوْع لِلْرَّحْمَن..
وَتَحْصِيْل لِلّسَّكِيْنَة.. وَنَيْل الْطُّمَأْنِيْنَة.. وَاكْتِسَاب الْحَسَنَات.. وَرِفْعَة الْدَّرَجَات..
وَالْظَّفَر بِالْنَّضَارَة وَالْحَلَاوَة وَالْمَهَابَة.. وَطُرِد الْأَدْوَاء مِنَالْجَسَد..
فَمَن مِنَّا مُسْتَغْن عَن مَغْفِرَة الْلَّه وَفَضْلِه؟! وَمَن مِنَّا لَا تَضْطَرُّه الْحَاجَة؟!
وَمَن مِنَّا يُزَهِّد فِي تِلْك الثَّمَرَات وَالْفَضَائِل الَّتِي يَنَالُهَا الْقَائِم فِي ظُلُمَات الْلَّيْل لِلَّه؟
عَن أَبِي هُرَيْرَة رَضِي الْلَّه عَنْه أَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم قَال
: "يَنْزِل رَبُّنَا تَبَارَك وَتَعَالَى كُل لَيْلَة إِلَى الْسَّمَاء الْدُّنْيَا، حِيْن يَبْقَى ثُلُث الْلَّيْل الْآَخِر
فَيَقُوْل: مِن يَدْعُوْنِي فَأَسْتَجِيْب لَه، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَه، مِن يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِر لَه
(رَوَاه الْبُخَارِي وَمُسْلِم)
✿::][::✿
فَيَا ذَات الْحَاجَة هَاهُو الْلَّه جَل وَعَلَّا يُنَزِّل إِلَى الْسَّمَاء الْدُّنْيَا كُل لَيْلَة..
يَقْتَرِب مِنَّا.. وَيَعْرِض عَلَيْنَا رَحْمَتَه وَاسْتَجَابَتِه.. وَعَطْفِه وَمَوَدَّتُه..
وَيُنَادِيْنا نِدَاء حَنُونَا مُشْفِقَا: هَل مِن مَكْرُوْب فَيُفَرَّج عَنْه..
فَأَيْن نَحْن مِن هَذَا الْعَرْض الْسَّخِي!
::
مَابَالُنَا ان ضَاقَت بِنَا الْدُنْيَا عُدْنَا لِبَشَر مَثَلِي وَمَثَلُك لَن تُغْنِي لَنَا عَن الْلَّه مِن شَي..!!
يَاحَبِيْبَة اجَبَيْنِي بِرَبِّك لَو اصَبَتِي بِمَرَض عُضَال وَاخَبروك ان
هُنَاك طَبِيْب فِي نَفْس الْحَي الَّذِي تَسْكُنِيْنَه
مَعْرُوْف بِحُسْن الْخُلُق وِالْكِلْمِه الَطَيِّبَه
لَكِن خَبَرْتُه بِعَالِج مَرَضِك لَيْسَت كَافِيْه اجَبَيْنِي بَرَك هَل سَتَذْهَبِيْن الَيْه..؟
بِتَاكِيْد لَآ
سَتَذْهَبِيْن الَى مَن لَدَيْه الْخِبْرَه بِمَرَضِك
وَهَذَا نَحْن يَاحَبِيبُه الْبَشَر لَا نَمْلِك الْقُدْرَه عَلَى الْعِلَاج
كُل مَانَمْلِك كَلِمَات مُوْسَاه كَالْمَسَكِنَات تُوْضَع عَلَى الْجَرْح
مَفْعُوْلَه يَزُوْل مَع الْوَقْت..
وَالْلَّه وَالْلَّه انّي احِبُك
وَلِأَنِّي احِبُك احِب لَك مَاحِبُه لِنَفْسِي
لِماذُقْتِه مِن لَذَّه الْقِيَام بِجَوْف اللَّيْل
بِحَاجَه ان نَّخْلُو بْذَوتَنا بَعِيْدَآ بَعِيْدَآ عَن كُل الْبَشَر
بَعِيْدَآ عِن مَايُمَد لِدُّنْيَا بَصَلَه
قَال رَجُل لِلْحَسَن الْبَصْرِي: يَا أَبَا سَعِيْد: إِنِّي أَبِيْت مُعَافَى، وَأَحَب قِيَام الْلَّيْل،
وَأَعَد طَهُوْرِي،فَمَا بَالِي لَا أَقُوْم؟ فَقَال: "ذُنُوْبُك قَيَّدَتْك".
وَقَال الْثَّوْرِي: "حُرِّمَت قِيَام الْلَّيْل خَمْسَةَأَشْهر بِذَنْب أَذْنَبْتُه".
قِيَل: وَمَاهُو؟ قَال: رَأَيْت رَجُلا يَبْكِي، فَقُلْت فِي نَفْسِي: "هَذَامِرَاء".
وَقَال رَجُل لِّإِبْرَاهِيْم بْن أَدْهَم: إِنِّي لَا أَقْدِر عَلَى قِيَام الْلَّيْل فَصِف لِي دَوَاء؟قَال:
" لَا تَعْصِه بِالْنَّهَار، وَهُو يُقِيْمُك بَيْن يَدَيْه بِالْلَّيْل،
فَإِن وَقُوْفِك بَيْن يَدَيْه فِي الْلَّيْل مِن أَعْظَم الْشَّرَف، وَالْعَاصِي لَا يُسْتَحَق ذَلِك الْشَّرَف".
.. نَعْصِيَه وَنَدْعُوْه وَنَقُوُل مابْلْنا لَآ يَسْتَجـآَب لَنَا..!!
لا اتَكَلَّم عَن الْمَعَاصِي وَالْذُّنُوْب فَكُل وَاحِدَه فِيْنَا أَدْرِى وَأَعْلَم بِذَنْب الَي مَنَع الأَجَابِه عَنْهَا..
يَااحبتي ..
مَاعِنْد الْلَّه لَايَنَال بِمَعْصِيَة ..!
يَقُوْل الْلَّه عَز وَجَل ( وَمَن يَتَّق الْلَّه يَجْعَل لَّه مَخْرَجا وَيَرْزُقْه مِن حَيْث لَا يَحْتَسِب
وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى الْلَّه فَهُو حَسْبُه إِن الْلَّه بَالِغ أَمْرِه)
(وَمَن يَتَّق الْلَّه يَجْعَل لَّه مِن أَمْرِه يُسْرا)
فَعَلَيْنَا اصْلَاح انْفُسَنَا قَبْل كُل شَي....
اصْلْحي مَابَيْنَك وَبَيْن الْلَّه حَتَّى تَشْعُرِي بِتِلْك الْذَه
وَانْت تُنْطُّريحِي بَيْن يَدَي تُنَاجِيْه
تَبَثي لَه هَمِك تِشْكِي مِن ذَنْب ارَاق قَلْبِك
ابْكِي عَلَى ذُنُوْبُك وَتَقْصِيْرُك وَاسالَيْه سُبْحَانَه ان يَرْزُقَك قَلْبَآ يَخَافُه وَيَخْشَاه...
✿::][::✿
لَمَّا مَات الْعَبْد الْصَّالِح الْجُنَيْد بْن مُحَمَّد رَآَه بَعْض الْنَّاس فِي الْمَنَام، فَقَال لَه: مَافَعَل الْلَّه بِك ؟!
فَقَال : طِاحِت تِلْك الأَشَارَات وَغَابَت تِلْك الْعِبَارَات!
وَفَنِيَت تِلْك الْعُلُوم، وَنَفَدَت تِلْك الْرُّسُوم!
ومانْفَعْنا الِإ رُّكَيْعَات نَرْكَعُهُا فِي الأَسَحــار
✿::][::✿
مَخْرّج !!
إِذَا مَا الْلَّيْل أَظْلَم كَابَدُوّه فَيُسْفِر عَنْهُم وَهُم رُكُوْع
أَطَار الْخَوْف نَوْمَهُم فَقَامُوْا وَأَهْل الْأَمْن فِي الْدُّنْيَا هُجُوْع
لَهُم تَحْت الْظَّلام وَهُم سُجُوْد أَنِيْن مِنْه تَنْفَرِج الْضُّلُوْع