قد لاتتشابه المحطات ..لكن يبقى الألم واحدا ..يدعى أنت
قصة قصيرة
فرقهما النصيب بعد سنوات من الحب
وجمعتهما الصدفة بعد سنوات من الفراق التقيا
استرجعا الذكريات والحب
وأيام الشوق
وليالي العذاب
وعذابات البكاء
استرجعا كل شيء ..كل شيء ..إلا العمر
إصرار
أفنيت عمري عليك
وعلى حكاية لا تتجدد
وعلى طفل لايكبر
وعلى حلم لا يتحقق
وعلى محطة مهجورة
وقطار لايصل
ومسافر لايهبط إلى أرض الواقع
حقيقة
عندما نصطدم بواقع فراقهم
قد نتجاوز مرحلة البكاء بعد دقائق من بدايتها
لكننا ، قد نستهلك العمر كله لتجاوز
مرحلة الذهول التي تسبق مرحلة استيعاب غيابهم وفراقهم
معادلة
البعض ..قد يراك كبيرا جدا
لأنه يراك من الداخل
والبعض ..قد يراك صغيرا جدا
لأنه يراك من أسفل
إحباط
لايدرك مرارة لحن الصفارة الأخيرة
إلا أولئك الواقفون في محطة آخر العمر
في انتظار فرصة القطار الأخير
مَثَل
"عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة "
وأرى أنه في هذا الزمان
قد يبقى عصفور على الشجرة
أفضل ألف مرة من عشرة في اليد
فكم من أشياء فقدت قيمتها بنا ولدينا
بمجرد أن غادرت شجرة الأماني والأحلام
واستقرت في اليد
إليهم
أنتم خشب
وأحقادكم نيران
وحين تشتعل النيران في الخشب
لا تُبقي منه ولا تذر سوى الرماد
رحيل
لترحل الأشياء
خلف الأشياء
خلف الأشياء
خلف الأشياء
فالرحيل يكون أحيانا
مرحلة أجمل وأنقى من مرحلة اللقاء
اعتراف
أعترف لك
أخذ الفراق مني كثيرا
وسلبني الغياب وجوههم وجها تلو الآخر
وغيّب الرحيل أصواتهم صوتا صوتا
وبقيت صفحاتهم بيضاء كضباب غيابهم
لكن ..وحدك مازلت
الأشد وضوحا
الأكثر قربا
الأعظم حنينا
الأعمق جرحا
إرهاق
أصبح الإرهاق يقيم فينا
يسكننا بعمق
ينسج خيوطه علينا
يقيدنا
يكبلنا
يبني بيننا وبين الآخرين مدنا من الجفاء
وأخيرا
نحن الكُتاب منحنا الحروف أكثر مما منحتنا
ففي الوقت الذي كنا نشعلها ..كانت تحرقنا
مما راق لي